إخوتي الأحباء
أيها المسلمون
أيها الإخوة العرب
يا كل من يسمعني أو يقرأ رسالتي
إنني أهيب بكل من يقرأ رسالتي أن يدلني على كيفية مراسلة الأخ الفنان الكبير حمادة هلال
فإنني أتعشم أنه الوحيد القادر على مساعدتي وإنقاذ أسرتي عبر توصيل صرختي لمعالي صاحب السمو الملك عبد الله بن عبد العزيز
فأيكم يغيثني
لقد صرخت امرأة وا معتصماه فساق المعتصم الجيوش إليها
وأنا أستصرخكم بكل قوتي وأذرف تحت قدميكم الدماء
فمن يغيثني
ومن لي
الأخ الفاضل
والفنان القدير
الأستاذ حمادة هلال
منذ أسابيع أحاول جاهدة الوصول إلى عنوانك أو كيفية مراسلتك ولكن سعيي الحثيث كلل بالفشل
إنني أكتب لك اليوم
إنني أكتب اليوم إلى قلب وعقل حمادة هلال
أكتب لك اليوم وأقف ببابك لأرجوك وأتوسل إليك أن توصل صرختي لصاحب السمو خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز
أبي وأبو المقهورين في طول الأرض وعرضها
لعله يقف إلى جانبي ويأخذ بيدي وينقذ زوجي وأسرتي قبل فوات الأوان
واسمح لي في البداية يا سيدي أن أعبر لك عن مدى سعادتي وعميق شرفي لأنني أكتب رسالة ( مهما كانت قاتمة وسوداوية ) سيقرؤها إنسان عظيم مثلك
إنني أكتب لسيادتك اليوم بوصفك أخا مسلما و عربيا لأستغيث بالله ثم بك أن تساعدني على توصيل صرختي عبر أي من القنوات التي قد تتاح لك لمعالي صاحب السمو خادم الحرمين الشريفين أو إلى أي من الشخصيات الذين تستشعر أن في إمكانهم القدرة على توصيل صرختي إلى جلالته
لقد ملأني القهر
وشلني قدري الأسود
ولن يستطيع الأخذ بيدي إلا شخص مثل جلالته
قبل خمس سنوات من الآن كنت مجرد فتاة سطحية سخيفة لا تدري عما حولها شيئا ولا تكره شيئا قدر كرهها للقراء والسياسة ولكن شاء حظي أن أتزوج من مدرس شاب الكتاب كل حياته
في بداية زواجي كنت أضيق بزوجي ذرعا وأعتبر الكتب وأكوام الصحف التي تضج بها شقتي ضرتي التي تقاسمني زوجي
هو مثقف موسوعي لا تراه إلا قارئا أو كاتبا
ولشد ما كان استفزازي كلما فاجأني بصورة يلصقها على جدران شقتي التي غصت بصور لم يسبق لي أن رأيت أيا من أصحابها إلا القليلين
عشرات الصور لأدباء عرب وأجانب ولمناضلين سياسيين ورموز أدركت بعدها كم هم شرفاء نبلاء
ولقد اعتاد أن يرفق كل صورة بترجمة لصاحبها يضمنها شرحا مختصرا لمواقف صاحب الصورة وتاريخه لكي يكبر الأولا وقد حفرت هذه الأسماء في ذاكرتها
وتدريجيا وبفضل زوجي بدأت أتعرف على أصحاب هذه الصور وأقرأ لمن يكتب منهم
وعندما دهمتنا الكارثة لم أجد أفضل من الأحياء من أصحاب هذه الصور الذين يعيشون في وجدان زوجي لألجأ إليهم في مصيبتي
وللأسف لم أتلقى ردا من أي منهم ومنذ شهور حاولت بكل قوتي الوصول إلى أي إنسان ينقذنا بلا فائدة
ورغم أنني جاهلة تماما بأمور الكمبيوتر والانترنت فإنني لجأت لصديقة لي لأرسل هذه الرسالة من عندها
منذ شهور أعاني مر المعاناة وأصرخ صرخات دامية خارجة من صميم فؤادي فلا يتعاطف أحد معي ولا يرق إنسان لمذلتي وشكواي
الكل يتجاهلني ولم يعد هناك مفر من الله إلا إليه
ولم يعد هناك مفر من الانتحار
وهذه محاولتي الأخيرة وأقسم برب العزة إذا فشلت مساعي هذه المرة أيضا لأقتلن نفسي شر قتلة
حاولت كثيرا توصيل صوتي للعديد من الشخصيات الرسمية العربية التي تعشمت أن ترق قلوبهم لمأساتنا فينهضون لمساعدتنا ولكن أنى لإنسانة بسيطة مثلي أن يصل صوتها إلى مسامع هؤلاء السادة الذين تفصل بيني وبينهم أهوال وأسوار وحصون
إن كل ما أرجوه من سيادتك أن تتبنى قضيتي وأن تساعدني على توصيل صوتي إلى أي من هذه الشخصيات الذين آمل أنهم لن يترددوا في التقرب إلى الله بمساعتي لو عرفوا بمصيبتي
رسالتي أمانة في عنقك وحياتي وحياة طفلي بين يديك فبالله لا تبخل علي بتوصيل رسالتي إلى صاحب السمو أبي وأبو الضعفاء المساكين من أمثالي أو لأي شخص أو جهة تتوسم فيها الخير والمبادرة إلى مساعدتي
أنا عارفة إن سعادتك أكيد مشغول جدا ربنا يكون في عونك
بس معليش استحملني
نفسي أفضفض
حاسة إني هاموت من القهر
ماذا ستقول عني يا سيدي بعد أن تقرأ رسالتي ؟ وهل ستلعن القدر الذي وضعني في طريقك لأحول حياتك بما سأحكيه إلى كابوس
وهل تصدق يا أخي و سيدي أن شعورا خفيا باللذة والسعادة ( وياللعجب أن أشعر ببعض السعادة في هذه الأيام السوداء ) عندما أتخيل أنني أكتب رسالة سيقرؤها إنسان عظيم ونبيل مثلك
إنني أتشرف والله العظيم بالكلام معك وبمراسلتك
إنني ألجأ لك اليوم آملة أن تقرأ صرختي ورسالتي التي بعت قرط ابنتي ( وكان آخر شيء ذي قيمة نمتلكه ) من أجل إرسالها إلى بعض الرؤساء العرب والوزراء الذين لم يعبئوا بصراخي ولم يلتفتوا لمذلتي
استنجدت بهم واستحلفتهم بكل عزيز لديهم أن ينقذوني وينقذوا زوجي وأطفالي فأداروا لي ظهورهم ولم يهتموا حتى بمجرد الرد علي
إنني لا أعرف هل وصلتهم صرختي فداسوها ( وداسوني ) بأقدامهم أم أن الموظفين المعنيين باستلام هذه الرسائل حالوا بيني وبينهم ومنعوا وصول رسالتي إليهم
علما بأن هؤلاء الكبار الذين راسلتهم فأعرضوا عني هم
سيادة الرئيس المصري محمد حسني مبارك
فخامة الرئيس اليمني الأخ علي عبد الله صالح
سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة
سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك
الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني
معالي الدكتور فيصل بن رضي الموسوي رئيس مجلس الشورى البحريني
سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شئون الرئاسة الإماراتي
فخامة أمير قطر
سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي
السيد أحمد خالد الكليب سفير الكويت بالقاهرة
السفير البحريني بالقاهرة السيد خليل الزوادي
السيد أحمد علي الميل الزعابي السفير الإماراتي بالقاهرة
كل هؤلاء الكبار كتبت لهم دون أن أتلقى أي رد من أي منهم
فمن لي
ومن ينقذني
أخي
وأستاذي
وسيدي الفنان القدير
حمادة هلال
أعرف جيدا أنني سأسبب لك ألاما نفسية لا تحتمل من جراء قراءة رسالتي / الصرخة والاستغاثة ولا أملك إلا أن أعتذر لك مقدما عن أي ضيق سيصيبك بسببي
إنني أكتب لك اليوم
أنت بالذات لأنك الأقدر من بين كل الناس على الإحساس بمصيبتي
لأنني أعرف أن أمثالك لا يتعالون على أمثالنا
رغم أنني أعاني منذ شهور مر المعاناة بسبب التجاهل المرير الذي واجهته من أشخاص عديدين لجأت إليهم فأعرضواعني وأداروا لي ظهورهم وأصموا آذانهم فسامحهم الله
إنني أكتب لك اليوم
وأقف ببابك مستغيثة ملهوفة مكسورة القلب
لأرجوك وأتوسل إليك وأستصرخك بالله وبالقرآن وبالأخوة في الله والدين والعروبة أن تساعدني في إنقاذ أسرتي التي هي الآن على وشك الضياع
وأن تكون صوتي إلى كل من تعتقد أنه يمكنه مساعدتي
أنا ربة منزل من إحدى المحافظات الساحلية
بجمهورية مصر العربية
متزوجة من مدرس شاب وعندي ولد وبنت وحاصلة على معهد عالي منذ عدة سنوات ولكنني لم أعين ولن أعين بالطبع
منذ فترة طويلة أفكر فيمن ألجأ إليه في هذا الزمن الغادر الذي يشعر فيه أمثالنا من الضعفاء بأنهم مقهورون وحيدون في عالم قاسي القلب غافل عنهم وعن آلامهم
حتى خطر ببالي أخيرا أن أحكي لك مأساتنا وعندي ثقة بالله أنني سأجد منك القلب الكبير قبل أن أجد الأذن المصغية
إنني أكتب لك لأنني في مصر مجردة من الأمل
حيث في مصر لا أمل مطلقا لأمثالنا من البسطاء
في مصر عليك أن تحترم نفسك وتموت في صمت
في مصر عليك ألا تتطلع يوما أن يسمع الكبار صوتك
في مصر إذا لم يقتلك الفقر قتلك الكبر والتعالي والتجاهل
في مصر عليك ألا تصرخ لأنه لن يجيبك إلا الصدى
في مصر يستحسن أن تكتم ألمك وأن تداري شقاءك
وإنني أذكر الآن بمزيد من الألم والشجن ذلك الشيخ الكفيف في رائعة نجيب محفوظ الخالدة " اللص والكلاب " وهو يواسي شكري سرحان بعد خروجه من السجن قائلا بصوته الشجي الدافئ العميق : خرجت ياولدي من السجن الصغير إلى السجن الكبير
إن مصر الآن هي السجن الكبير
فقط أريدك أن تعلم أنه تقف ببابك سيدة مصرية شابة انقطعت بها السبل وطعنتها الحياة في أغلى ما تملك
تقف ببابك ضعيفة باكية مكسورة القلب
سيدة مصرية بسيطة تقف ببابك لتستجديك وتستحلفك بالله العظيم وبسلطانه القديم وبكتابه الكريم وكعبته المعظمة
أن تساعدها بكل طاقتك على إنقاذ أسرتها
أنقذ زوجي
أنقذ طفلي من الضياع
وإليك يا أخي العزيز وأستاذي الكبير مشكلتي المزمنة ومأساتي المتفردة
منذ شهور بدأت ألاحظ شرودا وحالة غريبة لم أعهدها على زوجي من قبل فهو رغم ظروفه المادية الصعبة مقبل على الحياة بطبعه وعنده دائما أمل في الله وهو بطبعه أيضا شديد الحنان على أسرته سواء أنا أو الطفلين الصغيرين اللذين يعتبرهما كل حياته
المهم أنني بدأت ألاحظ عليه أشياء غريبة وغير طبيعية ولا معهودة منه فهو دائم الشرود والصمت يقضي أغلب الليل مستيقظا أفاجأ به أحيانا جالسا بمفرده يبكي وعندما أجزع وأصاب بالرعب عليه يتحجج لي بأنه تذكر والدته التي كانت كل حياته
ورغم أنني منذ تزوجته من 5 سنوات أراه دائما يبكي أمه تلك التي يقر الجميع بأنها كانت نموذجا نادرا للحنان والرحمة والتقوى إلا أنني كنت أشك في أن يكون ذلك سر بكائه
ولولا أنني أعرفه جيدا لظننت أن في الأمر علاقات نسائية ولكنه ليس من هذا النوع من الرجال أبدا وهو شديد التقوى والخوف من الله
ومع مرور الأيام سيطر علي احساس مرير بحدوث كارثة محققة والمشكلة أنه بطبعه كتوم وأنا لا أعرف أي شيء عنه واستقر في يقيني ضرورة حدوث مصيبة وتخيلت أنه ربما يكون قد أصيب بمرض مزمن أدى إلى مروره بهذه الحالة النفسية البشعة وامتلأت نفسي بالخوف عليه وعلى الأولاد الذين هو كل حياتهم وأحسست بالشؤم قادما ليهدم حياتنا التي كانت رغم صعوبتها هانئة
كنت أقضي الليالي الطويلة بين قدميه أتوسل إليه أن يصارحني بالحقيقة دون فائدة وبدأت تصله عند الجيران تليفونات غامضة لا أعرف أي شيء عن أصحابها
ثم تأكدت من حدوث الكارثة عندما عرفت بالصدفة أنه يتغيب كثيرا من عمله رغم أنه يعشق التدريس
وكل يوم يخرج من المنزل ليقضي أغلب اليوم في الخارج وهكذا تأكدت أن هذه الأسرة الصغيرة على وشك الضياع وفشلت كل محاولاتي في إقناعه بمصارحتي بما حدث ولم تجدي دموعي وتوسلاتي نفعا وتحول زوجي لإنسان غريب عني لا أعرفه
حتى فوجئت في إحدى الليالي أثناء بحثي عن شيء تحت المرتبة ( وكان نائما ) بأوراق خبأها تحت المرتبة حتى لا أراها ورغم أنني ضعيفة جدا في الإنجليزية إلا أنه كان من السهل علي أن أدرك أن هذه الأوراق صادرة عن معمل تحاليل بالقاهرة وشعرت بالفزع وأيقنت أن شكوكي حول إصابته بالمرض كانت صحيحة وأشفقت عليه وعلى نفسي وعلى أطفاله
ورغم كل ذلك ورغم أنني قضيت تلك الليلة مستيقظة أبكي وأنتحب إلا أنني لم أصارحه باكتشافي أمر هذه الأوراق وعندما خرج كعادته في صباح اليوم التالي أسرعت بالخروج متجهة إلى الصيدلية الوحيدة الموجودة بالقرية وسألت الأخ الواقف هناك عن هذه التحاليل فقال إنها تحاليل خاصة بالكلى
وعدت إلى المنزل وأنا أشعر بالشلل في كل حواسي
كنت أسأل نفسي عن حقيقة مرض زوجي ولماذا يصر على إخفائه عني وكيف سيعالج نفسه وهو الذي لا يملك من حطام الدنيا شيئا حيث إن راتبه ( وهو مصدر دخله الوحيد ) محول على البنك لحصوله على قرض زوج به أخته
إنني منذ تزوجته وأنا ألاحظ عليه أنه يرفض بإصرار الذهاب إلى الطبيب مهما كانت حالته الصحية سيئة حيث يعاني من خلل هرموني غريب أدى لزيادة مطردة وغير مفهومة في الوزن رغم أنه مقل جدا في الأكل
ورغم أن كل المحيطين به نصحوه مرارا بمراجعة الطبيب خوفا على حياته إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل وكنت أعتقد أن رفضه الذهاب إلى الطبيب يعود إلى بخله لكنني اكتشفت أنه يضن على نفسه بقيمة الكشف ويتحمل الألم مهما كان قاسيا في حين أنه لا يتأخر أبدا عن الذهاب بي أو بأطفاله إلى الطبيب إذا ما أحسسنا بأي عارض بسيط حيث إنه مرتبط جدا بأطفاله ويحبهم بجنون
كل هذه الخواطر جالت برأسي وترددت هل أصارحه بما رأيته من أوراق أم لا و قررت عدم إخباره ومكالمة صديقه المقرب إليه لكي يستطلع الخبر
وقبل أن أصارح صديقه وصلتني المكالمة المشئومة